الأحد، 16 يونيو 2013

قارئ اليوم قائد الغد


كانت أول كلمة نزلت على رسولنا الحبيب رسالة مباشرة لكل الـمـسلمين وأمرٌ واضح من رب العالمين كلمة تُميّز بين العالم والجاهل هي سِر الثقافة والحكمة، وبدونها لا تعلو الهمة (القراءة).
القراءة هي اللبنة الأساسية التي يجب أن ينشأ عليها أطفالنا "قادة المستقبل" فـ بالقراءة نرتقي. ومن المؤسف أن يقضي أطفالنا معظم وقتهم في متابعة برامج التلفاز واللعب بالإلكترونيات بينما يجهل الأهل أهمية تخصيص وقت محدد للقراءة لهم. وقد أوضحت الدراسات أنه كلما كان هناك تبكير في تثقيف وإثراء خبرات الأطفال بالكتب والقصص قبل المرحلة الابتدائية، كان استعدادهم للتعلم والقراءة والكتابة أفضل. وبما أن الوالدين هم قدوة أبنائهم فـ للأسرة دور مهم فإذا رأى الطفل والدية يقرؤون ونشأ في بيئة أسرية قارئه تشجع الطفل على القراءة فمن المؤكد سينعكس ايجابًا على الطفل فيتخذ من القراءة والكتاب خير جليس له فيطلع ويبحث ويوسع مداركة المعرفية. كما يجب على الوالدين مشاركة أبنائهم على القراءة كخطوة بدائية لتحفيز الأبناء على حب القراءة ويكون ذلك باختيار الكتب التي تتناسب مع عقليات أطفالهم وأثبتت البحوث والدراسات أن الطريقة التي تقرأ بها لأطفالك هي أهم عامل مؤثر على ربطهم بالكتاب, فهي أكثر أهمية من الكم الذي تقرأه لهم، فمن المهم أن تشجع الطفل على المشاركة في أثناء القراءة, وإلا فإن استفادته ستكون محدودة أو شبة منعدمة إذا كان مستمعا ساكنا.
حين تحفز أبناءك على القراءة فإنك تساعدهم على تحقيق مستويات متقدمة في تنمية الثروة اللغوية, تنمي لديهم مهارات التفكير العليا, تغرس لديهم القيم الحميدة فالأطفال لا يحبون النصائح المباشرة كما انك تكسب الطفل مهارات البحث وبعد النظر حيث يكون للطفل رؤية مستقبلية ولا يكون تفكيره سطحيا. كل هذه النتائج يجنيها الطفل اذا كانت الكتب التي يقرأها موافقة للقيم, الأعراف والعادات الصحيحة التي ينبغي أن نغرسها في الجيل القادم وليست تلك القيم المتطرفة البعيدة عن عالمنا والتي لا تضيف له شيئا من التقدم والرقي بل انها تسهم في ضياعه بدلا من نهضته.
القراءة هي فكرة قديمة الأزل كانت على مر العصور, ولكن الجديد هي طريقة تبني هذه الفكرة وجعلها عادة مهمة تلازمنا وتلازم الجيل القادم. إذا كيف يمكن لنا أن نحيي هذه العادة التي أوشكت على الاندثار في مجتمعاتنا؟!
هنا يظهر دور الأسرة بمحاولة الذهاب الي المكتبة بشكل منتظم مع أطفالهم مرة واحدة في السنة على الأقل,
حاولوا تخصيص مكان خاص في غرفة الأطفال لحفظ الكتب والقصص الخاصة بهم كأن تكون لديهم مكتبة خاصة، اجعلوها في مكان قريب من متناول يدهم. اجلبوا  لأطفالكم كل الكتب المحببة اليهم ولا تفرضوا عليهم نمطا معينا من الكتب والقصص.. فاذا كان أطفالكم مولعون بعالم الحيوان اقتنوا لهم الكتب الخاصة بالحيوانات والمشبعة ببعض المعلومات المفيدة عنهم واذا كان مولعون بالقصص اشتروا لهم قصصا. امنحوهم حرية التعبير ساعدوهم في الانتقاء. وهذا لا يعني أن ننفي دور المدرسة والجهات التعليمية في صقل حب القراء لدى الأطفال فالتعليم لا يقتصر على المنهج وعلى محتوى المادة حيث لا بدَ من تخصيص حصة واحدة يوميا على الأقل  للقراءة الخارجية والقيام فيها بمناقشة الأطفال عن الدروس والعبر التي استخلصها الأطفال من هذه القراءة.
القراءة مهمة للجميع ولكن قمت بالتركيز على الأطفال لأن ما لا نستطيع اصلاحه في الجيل الحالي نستطيع تفاديه في الجيل القادم. نريد بناء جيل واعٍ لا يقبل الفكرة بمجرد السماع لها وإنما يقوم بتحليل الفكرة ودراستها ما إذا كانت تناسب عقيدته ومبادئه, جيل منفتح على العالم مدرك لقضايا مجتمعه يعمل على إصلاحه ولا يقول "ليست مسؤوليتي", جيل يعي بأن المظاهر الكاذبة لا تدوم طويلا فهي زيف مؤقت وأن الاستثمار هو استثمار العقول والقدرات وليست الأموال. وتذكروا دائما أن ابنائكم أمانة لديكم ستسألون عنهم امام الله عز وجل.